قضية تركستان الشرقية
"تركستان الشرقية" كلمة تركستان معناها باللغة العربية " بلاد الترك" وقد أوضح ذلك العلامة العربي ياقوت الحموي على أن تركستان اسم جامع لجميع بلاد الترك, وبالذات بلاد الترك الشرقية المعروفة بـ "تركستان الشرقية " والتي ترزح تحت السيطرة الصينية و التي غيرت اسمها الى "سينكيانج" وتنطق بالصينية (شينجانك) وتعني المستعمرة أو الأرض الجديدة.
وقسمها الآخر بلاد الترك الغربية " تركستان الغربية" التي من الله عليها بالاستقلال من الهيمنة الروسية مما كان يعرف بالآتحاد السوفيتي.
وتعود تسمية تركستان الى أصل فارسي وهي مؤلفة من كلمتين (ترك) وهو شعب آسيوي قديم نشأ في وسط آسيا بين سهول سيبريا وجبال التاي, و (ستان) معناها بلاد أو أرض. ولفظ ترك أطلقه يافث بن نوح عليه السلام على ابنه الرابع " ترك" وسميت الأرض التي عاش فيها باسمه " تركستان". ويقال انه سمي هؤلاء تركا لأنهم تركوا من وراء السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج ومأجوج. وقد أطلق اسم "توران "على تركستان في عصر شعيب وموسى ويوشع عليهم السلام. وسبب تسمية توران ان فراخ بن اتقيان بن جمشيد قسم حكمه بين أولاده الثلاثة (توران, سلم, ايراج) فأعطى ابنه تور بلاد الصين وتركستان وسميت باسمه توران.
وقد تشرفت تركستان بالاسلام في القرن الأول الهجري-السابع الميلادي ونشأت بها دول تركية اسلامية وأصبحت مركزا من مراكز الحضارة الاسلامية بفضل ما أخرجت أرضها المباركة من علماء أفذاذ في شتى ميادين العلم والثقافة كالامام البخاري والترمذي وابن سينا والرازي والبيروني والخوارزمي وغيرهم الذين أثروا التراث الاسلامي بمؤلفاتهم والتي تزخر بها المكتبات الاسلامية , ولله در الشاعر حين قال:
علمــــــاء الاســـلام كانـوا بــدورا ************ وســـماء البـــدور تركســـتان . كما قام شعب تركستان المسلم بدور بارز في نشر الاسلام ..
ويطلق اسم تركستاني الى من أصله و نسبه الى تلك الديار ,وقد ينسب الى مدنها كبخاري و طاشكندي و قوقندي ونمنكاتي و أندجاني و كشغري و خوتاني.. وكما عرفوا بالبخارية نسبة الى مدينة بخارى التي كانت منارة للاسلام والعلم والحضارة أو تبركا بالامام البخاري شيخ رواة الأحاديث الذي أنجبته ديارهم.
وتسمية "تركستان الشرقية "محببة لدى أهلها وشعبها وتعني استقلاليتهم عن الصين بينما "سينكيانج" غير محببة ومرفوضة لديهم, وعلى الرغم من قيامهم بالعديد من مظاهر الاعتراض على الاحتلال والتبعية للصين الا أنها كانت تخمد بقوة الحديد والنار من قبل السلطات الصينية.
قبائل تركستان الشرقية:
الأويغور: وتسمى ويقور وهي القبيلة الأولى في عددها نحو 75% من السكان والأوسع في انتشارها الجغرافي وبالتلي في أهميتها وتستوطن تركستان الشرقية بكاملها.
القازاق: وهي تأتي في عددها بعد الأويغور وهم من جماعات الرعاة.
القرغيز: ويسكنون شمال غرب تركستان الشرقية.
وقبائل الأوزبك , التاجيك و التتار. ويضاف الى أنساب هذه القبائل الأقليات السكانية من المهجرين من مختلف المقاطعات الصينية خاصة منهم المنشوريون بالاضافة الى المهاجرين من منغوليا . ومن الأقليات الأخوة المسلمون اللاجئون من الأقاليم الصينية الأخرى. والمهم أن الأتراك المسلمين لايزالون يمثلون الأغلبية الساحقة لسكان تركستان الشرقية(82%) غلى الرغم من احضار السلطات الصينية المهجرين الصينيين البوذيين وغيرهم بأعداد كبيرة للاستيطان في هذه البلاد لتحقيق اذابة الشخصية التركية المسلمة وهم أهل البلاد وأصلها.
من أشهر مدن تركستان الشرقية: أورمجي وهي العاصمة, كاشغر, يارقند , آقسو , طرفان, خوتان, كوشار, غولجة, هاي,كوم ا,قول, وشاهد الله .
ويتكلمون اللغة التركية القديمة بالاضافة الى اللغة الصينية كلغة رسمية.
ومن أشهر أنهار تركستان الشرقية: تاريم, يارقند , أولونكورد ثم قوبدو.
عدد سكان تركستان الشرقية: لاتوجد احصائية دقيقة لتعدادهم, و لكن حين احتلال الصين عام 1949م كان مجموعهم 35 مليون نسمة, و في سنة 1966م أعلنت الصين أن مجموع سكان تركستان لايزيد عن عشرة ملايين.واليوم لايتعدى 6مليون.
ولا تزال السلطات الصينية حتى اليوم تقوم بأعمال تعسفية وعنصرية ضد شعب تركستان الشرقية كل ذنبه أنه لايزال متمسكا بانتمائه الاسلامي وهويته القومية في وجه محتل لايرقب فيهم الا ولا ذمة. و هذه خلاصة معاناة أخواننا المنسيون في تركستان الشرقية بالصين .
موضوع: قضية تركستان الشرقية 
